responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3330
رَاجِيًا لِمَا قَامَ بِأَمْرِ اللَّهِ دَاعِيًا (قَالَ) أَيِ: الزَّوْجُ وَهُوَ اسْتِئْنَافُ بَيَانٍ (أَصَبْتُمْ) أَيْ: أَكَلْتُمْ أَوْ حَصَّلْتُمْ (بَعْدِي شَيْئًا) أَيْ: مِنَ الْأَشْيَاءِ أَوْ مِنَ الْإِصَابَةِ (قَالَتِ امْرَأَتُهُ: نَعَمْ) أَيْ: أَصَبْنَا (مِنْ رَبِّنَا) أَيْ: مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا أَوْ مِنْ رِزْقِهِ وَمَا أَخْطَأَنَا، وَأَغْرَبَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي قَوْلِهِ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا حَيْثُ قَالَ: دَعَتْ أَنْ تُصِيبَ زَوْجَهَا بِمَا تَطْحَنُهُ وَتَعْجِنُهُ وَتَخْبِزُهُ، فَهَيَّأَتِ الْأَسْبَابَ لِذَلِكَ، انْتَهَى. (وَقَامَ) أَيْ: فَتَعَجَّبَ الزَّوْجُ وَقَامَ (إِلَى الرَّحَى) أَيْ: وَرَفَعَهَا لِيَرَى أَثَرَهَا (فَذُكِرَ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ، وَفِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ: فَذَكَرَ أَيْ: هُوَ بِنَفْسِهِ (ذَلِكَ) أَيْ: مَا ذُكِرَ مِنَ الْقَضِيَّةِ بِتَمَامِهَا (لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: " أَمَا ") : بِالتَّخْفِيفِ لِلتَّنْبِيهِ (" إِنَّهُ ") أَيِ: الشَّأْنَ (" لَوْ لَمْ يَرْفَعْهَا لَمْ تَزَلْ تَدُورُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". رَوَاهُ أَحْمَدُ) .

[بَابُ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ]

5312 - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ» " رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي (الْحِلْيَةِ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5312 - (وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ ") أَقُولُ: بَلْ حُصُولُ الرِّزْقِ أَسْبَقُ وَأَسْرَعُ مِنْ وُصُولِ أَجَلِهِ ; لِأَنَّ الْأَجَلَ لَا يَأْتِي إِلَّا بَعْدَ فَرَاغِ الرِّزْقِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} [الروم: 40] (رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي " الْحِلْيَةِ ") : قَالَ مِيرَكُ نَقْلًا عَنِ الْمُنْذِرِيِّ: رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي صَحِيحِهِ وَالْبَزَّارُ. وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ أَكْثَرَ مِمَّا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ» . قُلْتُ: وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ، وَهُوَ يُؤَيِّدُ مَا قَرَّرْتُهُ وَفِيمَا سَبَقَ مِنَ الْمَعْنَى حَرَّرْتُهُ، وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا: «لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ هَرَبَ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَهْرُبُ مِنَ الْمَوْتِ لَأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ» .

5313 - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ» ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5313 - (وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) أَيْ: فِي اسْتِحْضَارِ الْقَضِيَّةِ وَاسْتِحْفَاظِ الْقِصَّةِ (يَحْكِي نَبِيًّا) أَيْ: حَالَ كَوْنِهِ يَحْكِي حَالَ نَبِيٍّ (مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، ضَرَبَهُ قَوْمُهُ) أَيْ: قَدْ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ، فَهُوَ حَالٌ بِتَقْدِيرِ قَدْ، وَجُوِّزَ بِدُونِهِ أَيْضًا. قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: قَوْلُهُ نَبِيًّا مَنْصُوبٌ عَلَى شَرِيطَةِ التَّفْسِيرِ بِقَرِينَةِ قَوْلِهِ: ضَرَبَهُ قَوْمُهُ، وَهُوَ حِكَايَةُ لَفْظِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَيَجُوزُ أَنْ تُقَدِّرَ مُضَافًا أَيْ: يَحْكِي حَالَ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَهُوَ مَعْنَى مَا تَلَفَّظَ بِهِ، وَحِينَئِذٍ ضَرَبَهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِلنَّبِيِّ، وَأَنْ يَكُونَ اسْتِئْنَافًا كَأَنَّ سَائِلًا سَأَلَ مَا حَكَاهُ فَقِيلَ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ. (فَأَدْمَوْهُ) أَيْ: جَعَلُوهُ صَاحِبَ دَمٍ خَارِجٍ مِنْ رَأْسِهِ، (وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ) أَيْ: خَوْفًا مِنَ الْوُقُوعِ فِي فَمِهِ أَوْ عَيْنِهِ (وَيَقُولُ) أَيْ: مِنْ كَمَالِ صَبْرِهِ (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي) أَيْ: فِعْلَهُمْ هَذَا بِمَعْنَى لَا تُعَذِّبْهُمْ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَلَا تَسْتَأْصِلْهُمْ، وَإِلَّا فَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ مَغْفِرَةَ الْكُفَّارِ بِمَعْنَى الْعَفْوِ عَنْ شِرْكِهِمْ وَكُفْرِهِمْ غَيْرُ جَائِزٍ بِالْإِجْمَاعِ، وَيُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ الْمَغْفِرَةُ كِنَايَةً عَنِ التَّوْبَةِ الْمُوجِبَةِ لِلْمَغْفِرَةِ وَإِلَيْهِ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ: (" فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ") : وَهَذَا مِنْ كَمَالِ حِلْمِهِ وَحُسْنِ خُلُقِهِ حَيْثُ أَذْنَبَ الْقَوْمُ، وَهُوَ يَعْتَذِرُ عَنْهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ أَنَّهُمْ مَا فَعَلُوا مَا فَعَلُوا إِلَّا لِجَهْلِهِمْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَفِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ الذَّنْبَ مَعَ الْجَهْلِ أَهْوَنُ فِي الْجُمْلَةِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الذَّنْبِ مَعَ الْعِلْمِ، وَلِذَا وَرَدَ: وَيْلٌ لِلْجَاهِلِ مَرَّةً وَوَيْلٌ لِلْعَالَمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) .

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 8  صفحه : 3330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست